هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حياة الاسرى في مدافن الاموات...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد شلون
Admin



عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 10/11/2010

حياة الاسرى في مدافن الاموات... Empty
مُساهمةموضوع: حياة الاسرى في مدافن الاموات...   حياة الاسرى في مدافن الاموات... Icon_minitimeالخميس أبريل 07, 2011 12:36 pm

سكان مقبرة الاحياء....من وأين هم؟

ليسوا بعيدين عنا، إنهم في فلسطين، في أرضنا التي احتلت عام 1948.. شموع أضاءت سماء الوطن وحملت على عاتقها نصرة القضية، والأقصى والكرامة.. إنهم حقاً في فلسطين ولكنهم خلف قضبان الحديد وأشياك الأسر وزنازين الظلم وتحت الأرض في النقب وعسقلان وبئر السبع ونفحة والرملة وشطة ومجدو وعوفر.. إنهم الأسرى صنّاع الكرامة..

القارئ الكريم، تعمدتُ أن تكون هكذا مقدمتي.. لأذكّر كل إنسان بأن فلسطين هي من البحر إلى النهر، وأن السجون التي شيّدت لأسر الحرية وطمسها.. هي في كل مدينة محتلة في الداخل، وقد أصبحت سراجاً يضاء بصبر الأسرى وثباتهم على حَقَهم..

ما يزيد على تسعة آلاف أسير هم مجتمع كامل وحياة يومية منعزلة تتحكم فيها سياط السجّان ومزاجه.. يرتبط بهؤلاء الأسرى بصلة القرابة المباشرة ما يقارب المليون ونصف المليون فلسطيني في الوطن والشتات من أخ وزوجة وأخت وأب وأم وجد وجدة وعم وخالة..

هم الأسرى الذين تمر عليهم الأيام ولا تمر.. حكايات وأحداث.. أفراح وأتراح.. معاناة تنتهي ولا تنتهي.

بعيون وأقلام الصحافة والإعلام المقاوم نسير معكم عبر رحلة في سجون الاحتلال ابتداء بلحظة الاعتقال مروراً بسياط التحقيق والمحاكم والتنقلات والحياة اليومية المليئة بالقصص والحكايات والعلاقات..

أكتبها لكم بعد الإفراج عني من سجون الاحتلال لألتقط بعيوني الإعلامية وأكتب بقلمي المقاوم جانباً من حياة الموت خلف القضبان.

لأن السجن ظلام والأسرى شموع، فبحمد الله كانت معنويات الأسرى تعانق السماء.. لأنهم جنود دعوة حق وأصحاب أرض..

الرسالة الثانية

الاعتقال.. انقطاع الحياة

في يوم مشمس وكالعادة غادرت البيت بعد أن شربت القهوة مع أمي الحنونة وتحدثنا عن ترتيبات زواجي الذي كان مقررا بعد أسبوعين في ذلك التاريخ.
وتوجهت إلى مكان عملي حيث كنت أعمل في الدائرة الإعلامية لمكتب نواب المجلس التشريعي في مدينة الخليل، وكانت لدينا جولة اجتماعات في مدينة رام الله..

ونحن في الطريق وصلنا حاجز الاحتلال في منطقة وادي النار، وهو ما يعرف بحاجز "الكونتينر" العسكري.. اقترب ذاك الجندي الجبان يحمل بندقيته، وطلب بطاقات الهوية منا وتوجه إلى جهاز الحاسوب الخاص به لفحصها،، وفجأة جاء مسرعاً إلى السيارة وطلب مني النزول فوراً وغادرت السيارة..

هناك بدأت ملامح انقطاع الحياة الطبيعية في مخيلتي، جاء الضابط والتعزيزات وقاموا بتفتيشي ونزع بعض ملابسي وقيدوني وأغلقوا عيناي بربطة عنقي!!
هناك دخلت في ظلام الحياة.. ولم أعد أسمع إلا أصوات الجنود والعبريّة.. ثم أضيف إلى خيالي المنطلق صوت الآليات العسكرية واللاسلكي، وبدأت رحلة شاقة وأنا مقيد وملقى تحت أقدام جنود الاحتلال..

عندها لم أعد أقرأ هذه منطقة فلسطينية وهذه منطقة إسرائيلية، وهنا تعززت أكثر فأكثر صورة السلام الهزيل في مخيلتي، ذاك الذي يجعل من الفلسطيني معصوب العينين أو في الأنفاق، أما الصهيوني فحسب سلام الشجعان طليق في الهواء وعلى بر الأمان.

بعد ساعات طويلة من السفر تحت بساطير الجنود، وصلنا إلى منطقة عسكرية يقال لها "عتصيون" حيث عرفتها بعد نزعهم الغطاء عن عيوني، وهي مقامة على أراضي بيت لحم، هناك صورة أخرى تتجلى من صور الاحتلال، حيث نهب الأراضي وإقامة المعسكرات وتبجح المستوطنين، أما الفلسطيني فمقيّد.. بفعل سلام الشجعان.

بالواقع المفروض من الاحتلال فالاعتقال يكون إما في ساعات الفجر من البيت وتحت المطر الغزير والبرد والهواء، أو بالاستدعاء للمقابلة أو بالحواجز المفاجئة المقامة على مداخل المدن الفلسطينية وبين القرى.. وينقلون إلى مراكز التحقيق أو التوقيف في المسكوبية أو بيتح تكفا أو بيت إيل أو سالم أو حوارة وغيرها، كل هذا وهم معصوبو الأعين.. لا يرون إلا الظلام.

الرسالة الثالثة

حياة في الزنازين

عندما يتحول السرير إلى حجارة قاسية، والغطاء الدافئ إلى "بطانية" مليئة بالماء والعفن, وتفوح منها رائحة الظلم والحقد، والباب المغلق بالأقفال والجدران السوداء.. فأنت في مقبرة الأحياء، زنازين التحقيق والبلاء.

تمر على الأسير في الزنازين ساعات وأيام عصيبة، فهو منعزل عن العالم الخارجي ويبقى أياماً طويلة قد تصل إلى 80 يوماً في التحقيق، كما حدث مع قيادات عظام في كتائب القسام والمقاومة من أمثال إبراهيم حامد وموسى دودين وغيرهم، وبعد التحقيق يمكث العديد منهم في مقابر العزل الانفرادي لسنوات..

لسان حالهم ليس إلا "حسبنا الله ونعم الوكيل" وهم ينظرون إلى نافذة الزنزانة التي هي على هيئة نافذة فقط، لأنك لا ترى من خلالها إلا "صاج" من الحديد وقضبان سميكة، فالشمس لا تعرف طريقاً لزنزانتك..

والإنسان مع كثرة التفكير بالأهل والمحيط الخارجي فإن الجوع يلازمه، ومع ذلك فالأسير يهيئ نفسه على أن لا يجوع، لأن ما يأتيه من طعام.. يحمل من الطعام الاسم فقط.
ومع قدوم مؤسسات حقوق الإنسان كالصليب الأحمر لزيارة المعتقلين تزداد الأوضاع سوءاً والطعام رائحة كريهة.

وتبقى رهينة لمزاج الجنود في ذلك اليوم، إما بإخراجك تحت المطر لساعات أو بالضغط عليك لتنظيف الساحة والسجن والزنازين.

هذا في زنازين التوقيف، أما في مراكز التحقيق فهناك جولات وجولات، وقصص وحكايات وأيام لا تمر على الأسير من طول العذاب والشبح فيها..
فحديثنا اليوم عن مراكز التوقيف، حيث يبقونك في الزنازين أول ثمانية أيام دون محاكمة ولا مقابلة، حتى تخرج إلى محكمة في ما يسمى "عوفر" وفيه تجمع المحاكم، وهذه الرحلة إلى المحكمة تسمى "بوسطة"، وأنت مقيد اليدين والقدمين والحافلة مغلقة النوافذ ولا يوجد فيها إلا ضوء الحافلة نفسه.
تصل إلى عوفر وتجلس في زنزانة صغيرة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتارمربعة، وبداخلها ما يقارب 15 أسيراً في حالة سيئة جدا، ففي الصيف العرق والضغط والحر والماء الساخن، وفي الشتاء البرد والمياه المتسربة من الجدران، وأنت مقيد حتى في داخل الزنزانة.

وبعد ساعات طويلة ينادي ما يعرف باسم "السهير" أي السجّان.. على اسمك في المحكمة.. وأنت في طريقك إلى المحكمة التي تبعد ما يقارب 100 متر عن الزنزانة، ترى الأسرى المقيدين والأسيرات، تلك المناظر التي يبكي لها الرجال عندما ترى النساء حول أيديهن وأقدامهن السلاسل الحديدية والجنود من حولهن والكلاب المدرّبة.. ترى في عيونهم وطناً سليباً وكرامة وشموخاً في زمن عزّ فيه الرجال.

تصل للمحكمة وتقف أمام ضابط عسكري يدعي القضاء والقانون مع أنه شريك في الجريمة، وبكل بساطة وهو جالس في مكان مكيّف، يؤجل النظر في القضية لأيام وأيام، وتعود للزنزانة تنتظر الرجوع إلى مركز التوقيف أو التحقيق في آخر الليل في الحافلة المعتمة ذاتها.

الجدير ذكره أن د. عزيز الدويك خرج في مثل هذه "البوسطة" من السجون ما يزيد على 150 مرة، وهذه ليست رحلة في سيارة مكيّفة، بل رحلة موت بطيء أنت بطلها.
وهكذا تنتقل البوسطة بين السجون في كل يوم وكل ساعة.. أسراكم جبال شامخة أيها الشعب المجاهد، إنهم رمز الكرامة والشرعية والمقاومة، آهات الأسرى لها صدى.. فهل وصل لمهندسي أوسلو؟

الرسالة الرابعة

أيام السجن ولياليه

بعد رحلات العذاب المتكررة بين السجون ومراكز التحقيق والمحاكم الشكلية.. يستقر الحال بعض الشيء في سجن من السجون التي يزيد عددها على عشرة مقسمة للمناطق وكذلك حسب الأحكام، فالأحكام العالية والمؤبدات لا يتم نقلها إلى سجن النقب إلا إذا تبقى للأسير سبع سنوات فقط، أما الأحكام العادية فهي إما في السجون المركزية وإما في المعتقلات كما في عوفر والنقب ومجدو.

دخلت سجن عوفر وانتظرت المحاكمة، وبعدها تم نقلي إلى سجن النقب، مع أنه كان معي في نفس القسم والدي المسن والمريض بالقلب، وكذلك أخي الطالب الجامعي الذي يدرس المحاماة والمريض بالأزمة والربو.

كانت صور الظلم والاستبداد والتسلط التي يمارسها الاحتلال تتجلى حتى على المقيدين والمكبلة أيديهم وأرجلهم.

نُقلتُ وسط غضب شديد لمفارقة والدي وشقيقي إلى صحراء النقب، حيث لا يتحرك هناك إلا ما هو عسكري، أو حيوان، لتكون ما بعد كثبان الرمال الممتدة على ساحات كبيرة، أشياك وبوابات وجدران تحيط بالشموع المضيئة، تحيط بمن حملوا القضية على أكتافهم، تحيط بأسرى الحرية، في عتمة الصحراء وبردها وحرّها.

وبعد هذه الرحلة التي استمرت ثلاثة أيام يتخللها المرور والنوم في ما يسمى معبار الرملة، وهنا يقوم الاحتلال بتجميع الأسرى المتوجهين للمحاكم أو المنقولين للسجون، وهذا المعبار فيه حركة دائمة، وبعد الرملة تصل إلى النقب.

النقب.. الذي استشهد على أرضه عدة أسرى مدافعين عن كرامة الحركة الأسيرة في الاستنفارات والإضراب عن الطعام من أجل تحقيق بعض المطالب العادلة لتطبيق بنود معاهدة جنيف الخاصة بالأسرى في حال الحرب.. هناك حيث قيادات الشعب الفلسطيني خلف القضبان.

تمر عليهم الأيام والأشهر والسنوات، ونقطة الالتقاء مع أهلهم وأحبائهم هي زيارة كل شهر واحتمال إلغائها في بعض الحالات وارد.. وتبقى صور العائلة التي يحصلون عليها بين فترة وأخرى هي صديقة مخيلاتهم إلى حين الإفراج عنهم.
سنوات وسنوات تصل الى ثلاثين عاما ولازال باب السجن مغلقا , ولكنهم يحسبون عند الله...

الرسالة الخامسة

الاسير... ثقافة والتزام

لأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، ولأن الفراغ والصحة مغبون بهما كثيرمن الناس كما أخبرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الأسير يرتب وقته وجدول أعماله في السجن متوافقاً على البرنامج العام الذي يضعه التنظيم المنضوي تحته الأسير، حيث يكون هناك فرز للأسرى على الانتماء التنظيمي حتى يتم نقل الأسير إلى القسم الذي يتبع إلى تنظيمه.

ونحن هنا نتحدث عن أقسام حركة حماس، حيث تقوم قيادة الحركة في كل سجن بإعداد خطة لتسيير برنامج الحياة اليومية والبرنامج الثقافي للأسير، حيث يتم الاستيقاظ في الساعة التاسعة صباحاً ليبدأ البرنامج في التاسعة والنصف بجلسة قراءة للقرآن الكريم.

بعد ذلك تبدأ فترة الإفطار، حيث تقوم مجموعة من الأسرى بإعداد وجبات إفطار جماعي عبر مجموعات عدة، ومن ثم يتحول الأسرى إلى مساقات ثقافية كل حسب مستواه وما قام باختياره ما بين ثقافة إسلامية أو عقيدة , لغة إنجليزية, علم نفس, إعجاز قرآن , نشيد, مسرح , فقه , تفسير قرآن,صحة مجتمع,اسعاف اولي.

وتستمر المساقات حتى صلاة الظهر، ثم تدخل فترة القيلولة، وفيها يستفيد الأسير من وقته إما بأخذ قسط من الراحة أو باستكمال برنامجه الخاص من حفظ القرآن أو المطالعة أو جلسات إضافية.

ويكون لأغلب الأسرى ساعة رياضة يومية مما يساعدهم على التخلص من الضغط وإنعاش الجسم وإشغال الوقت، ثم يحين موعد العصر وصلاة الجماعة للقسم مع العلم ان عدد الاسرى يزيد على 80 أو 100 أسير.

ثم يبدأ برنامج رياضي جماعي، إما بلعب كرة الطائرة أو تنس الطاولة أو كرة القدم وغيرها، وفي بعض الأيام تكون هناك محاضرات عامة، وبذلك يستفيد الأسرى من الخبرات والكفاءات الموجودة من أطباء وأساتذة جامعيين وغيرهم.

وأصبح شهرياً يتخرج ما يزيد على عشرة حافظين لكتاب الله في كل سجن من سجون الاحتلال، ناهيك عن ازدياد أعداد الأسرى الذين تعلموا العبرية والإنجليزية.

ارادها الاحتلال لهم مقابر ,فحولها العمالقة الى بيوت للثقافة والمعرفة والتحدي, لانهم يدركون مدى استهداف الاحتلال لعقولهم.
يدرك الاسرى نوايا الاحتلال ,فمتى سيدرك من يدعون هم واعلامهم انهم احرار قد غرقوا في وحل التبعية والاسر الفكري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://watanee.banouta.net
 
حياة الاسرى في مدافن الاموات...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حياة الاسرى في مدافن الاموات...
» ملخص عن حياة الشهيد الرئيس ياسر عرفات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ][ القسم الرئيسي ][ :: منتدى الأسرى والمعتقلين-
انتقل الى: